احذري من ذلك الذئب البشري يافتاة
مع انفتاح العالم وتقارب التواصل بين الناس وفي هذا الحين أصبح العالم كله قرية قليلة , ارتفعت مع الأسف الشديد المغريات والملهيات والشهوات والشبهات , ومع خروج المرأة إلى جميع ميادين الحياة دونما ضابط – عند البعض منهن – من دين وخلق وتربية قويمة ارتفع الخطر على المرأة بالتعرض لها من ذئاب بشرية لا يرقبون فيها إلاً ولا ذمة , وتلك الذئاب البشرية تتخذ وسائل وطرق مغايرة لكي تسلب من الفتاة أغلى ما لديها من دين وعفة وشرف , ومن هذه الوسائل التي يتخذها هؤلاء :
1- ذئب التليفون :
ومن الذئاب التي يجب على كل فتاة أن تنذر منه ما يطلق عليه بذئب التليفون أو الهاتف , فالهاتف وسيلة سريعة للتواصل بين الناس , بل أن يتخذ وسيلة للمعاكسات والتغرير بالفتيات فهنا مكمن الخطر وموضع الضرر , فكم من فتاة هتك عرضها ، وحلّ الدمار في حياتها، والبعض قد انتحرن، والسبب في ذلك: سوء استغلال جهاز التليفون.
تحكي واحدة من الفتيات فتقول: تعرّفت على شاب في مقتبل العمر عن طريق التليفون، وأصبحت بيننا علاقة، وطال الأمر بيننا حتى حصل ما أسماه بـ " الحب"، ثم مناشدة "الذئب" مني الخروج معه، فتحرَّجت كثيراً، ثم خرجت معه، فلما ركبت السيارة كان يدخِّن سيجارة مخَدِّرة، فما استفقت إلا وأنا صوب باب بيتي، وربما عَبَثَ " الذئب" بكرامتي وعفتي .. وحالياً أنا أفكر بالانتحار بعد أن تركني هذا الذئب أصارع فقد السمعة والعار.!
فيا ابنتي .. اعلمي أن المكالمات والمعاكسات الهاتفية بدايتها اللهو الحرام، ونهايتها الفضيحة، فهل ترغبين في الوقوع..فكيف بكِ لو رأيت ذلك الأب وهو مطأطأ الرأس .. مسود الوجه، يقلب بصره حيران ذليلاً، يطمح الموت ولا يجده.
وكيف بكِ لو رأيت تلك الفتاة وهي غارقة في ذُلِّ العار، تطمح الزوال، فبأي وجه تقابل أسرتها، وبأي عذر تتوجه به إلى أمها وأبيها، وربما ذبحتهم بغير سكين، وأرتهم الذل والخزي المهين.
فاعتبري بغيرك قبل أن تعتبري بنفسك " فالسعيد من وُعِظَ بغيره، والشقي من وُعِظَ بنفسه"..
يقول الشاعر:
إن المعاكس ذئب يغري الفتاة بحيلة * * * يقول هيا تعالي إلى الحياة الجميلة
تحدثت: أخاف العار والإغراق في درب الرذيلة* * *والأهل والخلان والجيران إلا أن كل القبيلة
صرح الخبيث بمكر لا تقلقي يا كحيلة* * *إنا إذا التقينا أمامنا ألف حيلة
متى يجيء خطيب في ذي الحياة المليلة* * *لكل بنت صديق وللخليل خليله
يذيقها الكأس حلوا ليسعدا كل ليلة* * *للسوق والهاتف والملهى روايات جميلة
إنما التشديد والتعقيد أغلال ثقيلة* * *ألا ترين فلانة؟ ألا ترين الزميلة؟
وإن أردت سبيلا فالعرس خير وسيلة* * *وانقادت الشاة للذئب على نفس ذليلة
فيما لفحش آتته ويا فعال وبيلة* * *حتى إذا الوغد أروى من الفتاة غليله
قال اللئيم وداعا ففي البنات بديلة* * *صرحت ألما وقعنا؟ أين الوعود الطويلة؟
صرح الخبيث وفي هذا الحين كشر عن مكر وحيلة* * *كيف الوثوق بغر؟ وكيف أرضى سبيله؟
من خانت العرض يوما عهودها مستحيلة* * *ذرفت الدمع عذابا وقهرا على المخازي الوبيلةعار ونار وخزي كذا حياة ذليلة* * *من طاوع الذئب يوما أورده الموت غيلة
 |
| احذري من ذلك الذئب البشري يافتاة |
فبعض الرجال ممن لا خلاق لهم ولا دين يستغلون الفتيات ويمتهنون كرامتهن حين يستغلون بعض الفتيات ممن لا خبرة لديهن ولا حكمة بأن يجعلن منهن سلعة رخيصة لجلب الزبائن لبضاعتهم فتجد أحدهم يكتب على محله " مطلوب بائعة حسنة المظهر " وكأن هذا الدكان لن يربح إلا بواسطة فتاة تعرف كيف تستقطب الزبائن للمحل , وبنظرة سريعة إلى إعلانات التلفاز، لا تجد إعلانا عن أي سلعة أو منتج إلا وفيه فتاة تقوم بعرض السلعة , فهذا الرجل الذي يستغل الفتيات هذا الاستغلال السيئ لتنتفخ جيوبه- وفقط – على حساب القيم والأخلاق والأعراف والتقاليد السليمة هو ذئب من الذئاب يجب الحيطة منه .
3- ذئب النت :
وذئب النت لا يقل خطورة عن ذئب التليفون , فاحذري هذا الذئب الذي يحاول أن إغراءك بكلماته المعسولة ويوهمك بالحب الكاذب .. فهو ذئب مخادعك يستغل فيك حسن نيتك وتصديقك لكل ما يقال وربما يحلف لك بأغلظ الأيمان أنه يحبك وأنه صادق معك .. أتظنين يا ابنتي أن من يعمل على إيقاع الفتيات في شباكه.. ليأخذ عفتهن ويسلب أعراضهن .. يشق عليه أن يحلف يمينا كاذبة .. إن من يرضى أن يقيم علاقة آثمة في خفاء دون علم واحد من هو لص يأتي من الشباك وغير ممكن له أن يأتي من الباب كأهل الدين والشرف.
4- زميل الدراسة والعمل :
وهناك ذئب آخر يجب عليك الانتباه منه وهو ما يطلق عليه بزميل الدراسة أو العمل , والذي يدخل إليك من باب الزمالة والصداقة , ويحاول أن يخدعك ويعطيك انطباعاً مثالياً عن شخصيته , فتتصورين أنه فارس الأحلام الذي سيأخذك إلى جنة الأوهام .فهذه فتاة خرجت مع صديقها، وخلت به، فخدعها بكلامه المعسول بأن هذا أمر ترفيهي، فذهب بها إلى الفلاة، فاستنجدت به أن يرجعها فرفض، ثم....قد كانت الكارثة .
وربما تأخذين الأمر على أنه مجرد تسلية ولا تعلمين أن هذه التسلية تنقلب مع مرور الأيام ، وتتابع الاتصالات والمكالمات ، وتبادل الأحاديث والضحكات .. إلى عشق وتعلق وغرام وهيام .. أرادت الفتاة ذلك أم لم ترده .. فتصير تلك المعاكسات عادة راسخة في النفس لا تستطيع النفس تركها ببساطة ..
وحينها تصحو الفتاة على الحقيقة المرة .. وهي أنها قد تعلقت بذلك " الذئب المعاكس " .. وأنه قد ملك قلبها واستولى على فؤادها .. بكلامه المعسول وعباراته العذبة .. ووعوده الجميلة .. وهنا تقع الفتاة بين أمرين .. إما أن تعطيه ما يريد منها .. فتخسر بذلك شرفها وعفافها .. وإما أن ترفض ذلك .. فيكون مصيرها المحتوم .. التشهير بها وفضحها بين أهلها وأسرتها .. وفي هذا الحين هددها بما قد استولى عليه منها من صور وأشرطة ومكالمات مسجلة وغير ذلك .
يقول الشاعر :
أختاه في عصر الذئاب * * * * لا تخلعي عنك الحجاب
خافي من الله العذاب * * * * وتذكري يوم الحساب
سيرى على نهج الأوائل * * * * نهج الطهارة والفضائل
ودعي التبرج والرذائل * * * * فبذلك قد أمر الكتاب
لا تعبئي بالهازئين * * * * أو تسمعي للحاقدين
فلانت دينك خير دين * * * * تعنو له كل الرقاب