رواية واقعية من تاريخ العرب والمسلمين في الاندلس في فترة حكم حكم الحاجب المنصور
بعث يوماً رسوله إلى ملك البشكنس في زمن السلم والمعاهدة، إذ يعم الأمن وتتبادل السفارات، وقد كان من محددات وقواعد المعاهدات بينه وبين ذاك الملك: ألا يوجد أسير مسلم في بلاده. ولما بلغ الرسول إلى ملك البشكنس أكرمه إكراماً زائد، سمح له أن يتجول في مملكته مثلما يحب، وان يتقابل بمن يرغب في، فدخل ذلك الرسول إلى كنيسة من كنائسهم، في حين هو هناك أتت إليه امرأة فكلمته، وعرفته بنفسها وقالت: أيرضى المنصور أن ينسى بتنعمه بؤسها؟ وزعمت أن لها أعوام طويلة في الأسر، هي وابنتها، وحلفت عليه أن يصل الحاجب المنصور شأنها. ولما قدم الرسول فأخبر المنصور بمشاهداته في هذه المملكة، وما لاقى من أمور، وما أعجبه وما لم يعجبه، وأخبر المنصور بكل ما رأى وسمع، فقال له المنصور: أو غير هذا؟ صرح:
نعم، وأوضح حكاية المرأة الأسيرة، وسردها له. - فقال له الحاجب: ويلك، كان ينبغي أن تقدم خبرها على جميع الأشياء، ثم أعد القوات المسلحة على الفور متوجهاً إلى بلاد البشكنس، اندهش ملكهم وأرسل يرغب في أن يعلم ما الداعِي؟ فاخبره الحاجب بأن هناك انتهاك واضح لشروط الصلح والاتفاق، وهذا أن أسيرة مسلمة مع ابنتها مازالت مسجلة عندكم، فاستطلع الملك النبأ، وتتبع خيوط الرواية حتى وجد هذه المرأة فأعادها مكرمة عزيزة إلى قرطبة، واعتذر للحاجب المنصور أيا كان إكرام.