أخر الاخبار

فیلم حالة غريبة من زر بنيامين** .. القصة الحقیقیة

 فیلم حالة غريبة من زر بنيامين** .. القصة الحقیقیة
 فیلم حالة غريبة من زر بنيامين** .. القصة الحقیقیة

یبدأ الفیلم بمشھد لأمراة كبیرة بالسن تحتضر على فراش الوفاة في
واحدة من المستشفیات وبجانبھا ابنتھا الشابة ، تحكي ھذه المراة لابنتھا
حكاية حدثت عام 1918 عن رجل یعمل في تصنيع الساعات یتلقى
نبأ وفاة ابنھ في الحرب ، ویحزن الرجل كثیراً لموت ابنھ لدرجة
أنھ یقوم بصنع ساعة جداریة كبیرة تُعلق في واحدة من محطات القطارات
، وفي یوم التدشين والاحتفال المعترف به رسميا لكشف النقاب عن الساعة
الجدیدة ُ یفاجيء الحضور بأن الساعة تسیر بالعكس ویخبرھم
الساعاتي أنھ إذا كان بإمكانھ ان یرجع بالزمن إلى الوراء مثلما قام
بإعادة عقارب الساعة لكان ابنھ لا یزال على قید الحیاة.
ھذه الافتتاحیة للفیلم لا تشیر إلى الساعة بحد ذاتھا بمقدار ما تشیر إلى
كینونة الدهر وإلى ساعة المیلاد وساعة الوفاة والساعة التي یتخذ
فیھا الإنسان مراسيم مصیریة في حیاتھ ثم یندم علیھا عقب هذا
ویتمنى لو یرجع الزمان إلى الوراء .




كویني تعثر على الطفل وتتخذ قرار الاحتفاظ بھ وتربیتھ رغم بشاعة شك
تبدأ حكاية الفیلم بولادة طفل إلا أن بملامح رجل كھل وتموت والدتھ
ساعة الولادة أما الاب فینبذه في اللحظة التي یراه فیھا ویحملھ لیرمیھ
نحو أول باب لدار المسنین ، تأخذه واحدة من العاملات في الدار وتعتني
بھ وتطلق علیھ اسم "بنجامین " ، یبدأ بنجامین بالنمو عكسیاً بھیئة
رجل عجوز في الثمانین من عمره یعاني من أمراض الشیخوخة إلا أن
بداخلھ روح طفل صغیر ، تنبأ الأطباء عدم نجاتھ وأنھ سیموت
قریباً إلا أن القدر كان لھ رأي آخر عندما ینمو بنجامین ویكبر لیكتسب
شكلاً أكثر شباباً وحیویة وتتحسن صحتھ للأفضل لیغدو شاب صغير قوي
البنیة ، یلتقي بنجامین في أعقاب هذا بـ " دیزي" ویقعان في الحب إلا أن
رواية حبھما ھذه تشوبھا الكثیر من الصعاب نتيجة لـ وضعية النمو الغریبة
التي یعاني منھا بنجامین لهذا یفترقان .
وبعد مرور الوقائع یلتقي بنجامین ودایزي مرة ثانية ویعیشان سوياً
وینجبان ابنتھما " كارولین" إلا أن بنجامین یقرر الرحیل معتقداً أنھ لا
یمكن ان یكون الاب الموائم لابنتھ ولن یكون بإمكانھ العنایة بھا
نتيجة لـ حالتھ ، وبتقدم الأعوام یرجع بنجامین إلى سن المراھقة إلا أن
بداخلھ رجل كبیر بالسن یعاني من أمراض الشیخوخة ویتم نقلھ إلى
المركز صحي في وضعية حرجة حیث تظھر علیھ إشارات مبكرة من
الخرف ثم ینتقل إلى دار رعایة المسنین وتقوم دایزي بالاعتناء بھ
ورعایتھ حتّى یموت بین ذراعیھا وھو طفل رضیع عمره 84 سنة.
والمرأة المسنة التي كانت تحتضر في بدایة الفیلم كانت دایزي وقد كانت
تروي قصتھا لإبنتھا كارولین وبعد انتھائھا من سرد قصتھا تلفظ
أنفاسھا الاخیرة لیسدل الستار عن أغرب رواية بشأن الحیاة والموت.
محتمل اعتبار ان الإخراج كان من أھم أسباب فوز الفیلم بالإضافة إلى
عامل المكیاج والمؤثرات البصریة ، ولكي یخرج الفیلم بھذه الصورة
الخلابة كان لا مفر من أن یكون تحت قیادة مخرج عبقري مثل " دیفید
فینشر" والذي تتمیز أفلامھ بانھا ذات طابع مظلم وھذا كان واضحا
بواسطة أحوال جوية الفیلم الذي یخیم علیھ ثقل الدهر ، أنجز الفیلم نجاحاً
كبیراً منذ صدوره عام 2008 وحصد ملایین الدولارات في شباك
التذاكر وحصل على تقییمات وآراء نقدیة إیجابیة وايضاً ترشحھ
وفوزه بالكثیر من الجوائز .
ومن الجدیر بالذكر أن الفیلم مقتبس عن رواية قصیرة بنفس العنوان
من تألیف " سكوت فیتزجیرالد " والتي صدرت عام 1922 والذي
على الارجح اقتبسھا بدوره من الكاتب الشھیر " مارك توین " الذي صرح
ساخراً ذات مرة : ( أعتقد أن الحیاة سوف تكون أسعد لو أننا ُ ولدنا ونحن
بسن الثمانین لنتراجع رویداً رویداً إلى سن الثامنة عشر ).
الفیلم لا یدور بخصوص فكرة فلسفیة واحدة بل یسلط الضوء على عديدة
أفكار متعلقة ومتشابكة مع بعضھا ، فالمحور الرئیسي للفیلم یتركز
على الحیاة سواء كانت تسیر للأمام ام تسیر بالعكس توجد الحیاة
نفسھا ونھایتھا واحدة وھي الوفاة ، ورغم قتامة ھذه الفكرة التي
تدعو إلى التأمل في حتمیة الحیاة والنھایة التي سوف تؤول إلیھا
فالفیلم لیس سوداوي إلى ھذه الدرجة بل إنھ أیضاً یدعو للتأمل والبصر
إلى روعة الحیاة التي نعیشھا ونكتشفھا عن طريق عودة بنجامین
بالسن إلى الوراء وإقبالھ على الحیاة بروح شاب صغير واندفاعھ لعیش
وخوض غمارھا .
بالرغم أن حكاية بنجامین بوتن خیالیة لكنھا لیست خیالیة على الإطلاقً ،
وھناك حالات تظهر متطابقة إلى حاجز كبیر مع قصتھ مثل حكاية
الأوكرانیة كاترینا.
في عام 1995 ُ ولدت الطفلة كاترینا أو "كاتیا " ولم تكن طفلة عادیة
كباقي الأطفال فالطفلة المولودة حدیثاً كانت تحمل سمات امرأة عجوز
في الستین من عمرھا ، ومنذ رؤیة والدھا لھا شعر بالرعب من
شكلھا الغریب ولم یتقبلھا وتحدث انھ لا یستطیع تحمل ھذه الطفلة
وعاجلا ما نبذھا وتخلى عنھا ورحل بعیداً عنھا وتركھا مع والدتھا
التي أخذت على عاتقھا تحمل مسؤولیتھا ورعایتھا والاھتمام بھا كي
تستطیع أن تعیش طفولتھا على نحو طبیعي ، وبعد إعادة نظر الأطباء
وإجراء الفحوصات الطبیة تم تشخیص حالتھا بمرض قليل وجوده یدعى "
بروجیریا " Brogeria وأحیاناً یطلق علیھ اسم " مرض بنجامین
بوتن " Disease Button Benjamin والذي یسبب الشیخوخة
المبكرة .
وھو مرض وراثي قليل وجوده ویسبب ھذا الداء تقدم الجسد بالعمر قبل
الأوان ویصیب الأطفال حدیثي الولادة ویبدو الأطفال الذین یعانون
منھ بصحة جیدة ولكن عندما یبلغون من السن عامین فإنھم یبدون
وكأنھم أصبحوا مسنین بشكل سريع اكبر ، وفي المعتدل یعیش الأطفال
لفترة 14 عام ومعظمھم یموتون في سن المراھقة نتیجة فرص
الإصابة بتصلب الشرایین .
اطفال مصابین بمرض بروجیریا .. یموتون مبكرا بأمراض الشیخو
في أواخر القرن العشرین كانت البيانات عن الداء قلیلة بشكل كبيرً
وفي عام 2003 تم اكتشاف داع الداء وھو نتیجة لطفرة جینیة
ینتج من ھذه الطفرة بروتین غیر طبیعي یشار إلیھ " بروجین "
یستقر ھذا البروتین على حافة نواة الخلیة على نحو دائم الأمر الذي یعطي النواة
شكل غیر اعتیادي والذي یحد من تمكُّن الخلیة على الشِقاق الأمر الذي
یسبب مرض الشیخوخة المبكرة .
لا یوجد دواء فعال للمرض ومعطم الأدوية تركز على التقليل من
أمراض الفؤاد والأوعیة الدمویة .
حاولت ان تعیش كانسانة عادیة رغم الداء .. ھنا في سن 17 س
أخبر الأطباء أن وضعية كاتیا لیس بھا دواء وأنھا سوف تموت أثناء
عام ، عاشت كاتیا تحت رعایة والدتھا التي منحتھا الرعایة الكاملة
وحاولت إعطاءھا حیاة طبیعیة وعادیة ، وعلى ضد تنبؤات الأطباء
عاشت كاتیا زيادة عن عام وبلغت إلى سن دخول المدرسة ، ولم
یكن عند كاتیا أي فكرة عن حالتھا المرضیة سوى في أعقاب دخولھا المدرسة
وشعورھا بانھا غير مشابهة عن بقية الاطفال وقد كانت تتعرض للكثیر من
المضایقات من قبل بقية التلامیذ نتيجة لـ شكلھا وكانوا یلقبونھا " بالجدة
" ویتساءلون لماذا تتظاھر بأنھا طفلة وترتدي ملابس الأطفال
ویستغربون عندما یرونھا تلھو وتلعب مع التلامیذ ، وبالرغم من كل
ھذا فإن كاتیا كانت قد تعلمت كیف تتأقلم مع حالتھا وتتقبل وضعھا
الأمر الذي ارتفع من ثقتھا بنفسھا وساعدھا على المضي قدماً في حیاتھا
واستطاعت بأن تحظى بحب من حولھا عن طريق إیمانھا أن أھم شيء
في الفرد ھو روحھ من الداخل ، وبالتالي تمكنت من تكوین العدید
من الصداقات في المدرسة .
بالرغم من أن كاتیا تظهر كعجوز في الستین من عمرھا وھي مازالت
شابة كان من العسير مقاومة الداء  متى ما كبرت بمرور الأعوام ،
لهذا خضعن للعدید من جراحات التجمیل وشد الوجھ وبعد عديدة
عملیات ناجحة تعرفت كاتیا بالشاب " دینیس بارشیكوف " عن طریق
الصدفة عندما اتصل دینیس بالرقم الخطأ وردت علیھ كاتیا ، بدأت
الأحادیث بینھما عبر الھاتف وبعد عديدة لقاءات واصلت لفترة عام
تزوجا وقد كان دینیس یكبر كاتیا بعشر أعوام ، واستطاعت كاتیا
الاستحواذ على السعادة مع دینیس بالرغم من حالتھا المرضیة ، إلا أن
ھذه السعادة ما لبثت أن تبددت عندما بدأ دینیس بالأدمان على شرب
الكحول الأمر الذي نتج عنه أن یتصرف مع كاتیا بعدوانیة ویعتدي علیھا
بالضرب ، أما كاتیا فقد كانت تتغاضى عن تصرفاتھ وإساءتھ لھا .
أنجبت كاتیا طفلھا الأول غلیب Gleb وقد كانت خائفة من أن یرث
حالتھا المرضیة لكنھ ُ ولد بصحة جیدة ، كانت سعادة كاتیا لا توصف
عقب الإنجاب لهذا أصدرت قرارا أن تنجب طفلاً آخر اسمتھ مایكل
Michael لكنھ ُ ولد بمرض بروجیریا الذي ورثھ منھا ، وكما حصل
مع كاتیا في الزمن الفائت من نبذ والدھا لھا وتخلیھ عنھا وھي طفلة ،
أیضاً تنازل دینیس عن ابنھ مایكل فور رؤیتھ لھ ، كأن الزمان یعید
نفسھ ولم تستطع كاتیا تحمل إساءة زوجھا لإبنھا لهذا طلبت فسخ العلاقة الزوجية ،
وبالرغم من سقوط فسخ العلاقة الزوجية كان دینیس تراوده شكوك بشأن أبوتھ تجاه
ابنھ مایكل لهذا قام بتصرف اختبارالحمض النووي DNA للأطفال
سرأ ، وقد كانت نتیجة الامتحان صادمة فقد تبین أن الطفل الأصغر
مایكل ھو ابنھ إلا أن الطفل الأضخم غلیب لیس ابنھ ، كانت مفاجاة مدویة
وقد كان رد إجراء الزوجین غامضاً وبدأت كاتیا بإلقاء اللوم على دینیس
وتذكره بانھ كان مدمن على الكحول في بدایة زواجھما ویعاملھا
بقسوة لهذا قامت بخیانتھ ، ورغم سقوط فسخ العلاقة الزوجية بین الزوجین سوى ان
دینیس صرح أنھ على تأهب لتحمل مسؤولیة تربیة الطفلین والعنایة
بھما .مثلما وقع في حكاية كاتیا من شیخوخة مبكرة في طفولتھا كان ھناك
أیضاً وضعية عكسیة وھي أن یرجع الإنسان البالغ إلى طفولتھ ، وھذا ما
وقع مع الاخوین كلارك من بلدة " ھال " في انجلترا ، في عام
2012 كان الشقيق الأضخم مایكل 42 عام وأخیھ ماثیو 39 عام كانا
رجلین عادیین لا یشكیان من اي مرض ویتمتعان بصحة جیدة ، كان
مایكل من بين تشكیلة سلاح الطقس الملكي وقد كان متزوج ولدیھ أولاد
لكنھم ابناء زوجتھ من زواج أسبق ، أما ماثیو فقد كان قد انضم إلى
البحریة الملكیة وإلى كلیة الزراعة وقد كان متزوج ولدیھ إبنھ تدعى "
لیدیا " تصل من السن 19 عام والتي بدورھا لدیھا طفل صغیر ،
وقد كان جميع الأشياء یسیر على مایرام إلى ان بدأت تظھر على الاخوین
إشارات غریبة من تصرفات طفولیة وحالة جعلت كلاً منھما یرجعان
إلى سن صغیر للغايةً ویلعبان بلعب الأطفال مثلما یلعب الناشئين ویبدآن
بالصراخ والشجار وقد طغت ھذه السلوكيات الصبیانیة على حیاتھما
لدرجة خرجت عن السیطرة.
لم تتمكن من كل من الزوجتین تحمل ما بلغت إلیھ وضعية الاخوین لهذا
تم فسخ العلاقة الزوجية بینھم ، عاش الاخوین في أعقاب هذا في شقة لوحدھما ولم
یستطیعا الاعتناء بنفسیھما وكانا بحاجة للرعایة ، كان أبي الاخوین
"توني" "وكریستین" یعیشان بالخارج في أعقاب ان تقاعد الأب وسافر
مع زوجتھ لیستقرا في اسبانیا ولم یكن لدیھما معرفة بحالة ولدیھما
مایكل وماثیو ، إلى ان قامت لیدیا إبنة ماثیو بالاتصال بھما
وأخبرتھما عن الوضعية الغریبة التي یمر بھا الاخوین ، سارع الأبوان
توني وكریستین بالعودة سریعاً إلى انجلترا لیتفاجآ بما بلغت إلیھ
وضعية ابنیھما من بلبلة واھمال للبيت والحیاة المزریة التي كان
یعیشانھا.
تولى الوالدین رعایة ابنیھما والاھتمام بھما وبعد عرضھما على
الطبیب لفعل الفحوصات تبین أنھما یعانیان من مرض " حثل او
ضمور المادة البیضاء" وھو عدم اتزان وراثي قليل وجوده نتیجة حدوث
خلل في الغلاف الشحمي الذي یغلف الألیاف العصبیة في الرأس ،
ھذا الغلاف والذي یدعى " المیلین " ھو الذي یعطي اللون الابیض
للمادة البیضاء في الرأس ، ومن مظاهر واقترانات الداء حدوث قلق في
حركة الجسد والمشي والقدرة على الخطاب والسمع والأكل وتباطؤ في
التقدم العقلي والجسمي ، ومن الصعوبة تمیز ھذه الاعراض في
المراحل الاولى من الداء ولا یوجد دواء جذري لھ إلا الدواء
الطبیعي لتخفیف المظاهر والاقترانات .
یعاني الأخوین صعوبة في السَّير على نحو متزاید ویستخدم ماثیو
الكرسي المتحرك  متى ما أراد الذهاب للخارج من البيت ، واطلق على
الاخوین لقب " أخوة بنجامین بوتن " وتم تصویر فیلم وثائقي عنھما
تحت عنوان :The Curious Case of the Clark broth



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -