فيلم دراكولا Untold Dracula
من بطولة الممثل المبدع لوك إیفانز بدور "فلاد الثالث المخوزق
والممثلة الكندیة سارة جادون بدور زوجتھ "میرینا ھاركر" ، والممثل
الانجلیزي دومینیك كوبر بدور السلطان العثماني "محمد الفاتح
والممثل الانجلیزي تشارلز دانس بدور "مصاص الدماء
الفیلم وكما ھو جلي من أسمھ ، یحاول أن یقدم لنا سرد مختلف
وجانب غیر مروي لقصة دراكولا ، حیث تمتزج الحقائق التاریخیة
بالخیال المحض .. في بدایة الفیلم نرى أن رسل السلطان العثماني
یأتون للأمیر الروماني "فلاد تیبس" الملقب بدراكولا ، لكي یطالبوه
بإرسال الجزیة مع ألف صبي بضمنھم ابنھ الوحید ، وذلك لكي
یضمھم السلطان لجیشھ وحرسھ الخاص لیقوي بذلك مملكتھ. ویوافق
دراكولا في البدایة على مضض ، وعندما یحین ميعاد تنفیذ الإتفاق
ویلتقي الطرفان ، الأمیر وزوجتھ وابنھ والصبیة الألف من جھة
ورسول السلطان مع جیشھ من جھة أخرى ، یحدث تغیر في موقف
دراكولا في اللحظة الأخیرة حیث یعدل عن اتفاقھ ویقترح على
الاتراك أن یأخذوه ھو بدلا عن الألف صبي ، لكنھم یرفضون
فیضطر لمحاربتھم.
دراكولا یبدل رأیھ في اخر لحظة ویقرر عدم تسیم ابنھ وبقیة الاولا
تخلف الأمیر عن وعده ، ومحاربتھ للجیش العثماني ، تدفع السلطان
إلى قصف حرب علیھ.
ولعلم فلاد بقوة الجیش العثماني الجرار ، وبكونھ لن یتمكن من الفوز
علیھم ، لذلك یقرر أن یذھب إلى جبل بعید حیث یعیش مصاص دماء
حقیقي لكي یطلب منھ بأن یمنحھ قوة خارقة وقاھرة یستطیع بھا من
المكسب على جحافل الجیش العثماني ودحر فلول جیشھم العظیم.
یوافق الشیطان على إلتماس دراكولا ، وبذلك یتحول لمصاص دماء
مؤقت ، وذلك بعد أن شرب من دماء ذلك الشیطان. لكن الشیطان
یطلب منھ أن یصبر مدة ثلاث أیام دون أن یشرب خلالھا أي قطرة
دم لأنھ إذا إجراء ذلك قبل أن تنتھي ھذه الأیام الثلاث فإنھ سیتحول
لمصاص دماء أبدي. ولرغبة فلاد الشدیدة بحمایة زوجتھ وابنھ
والقضاء على خصومھ یقبل ذاك العرض ویتحمل تعطشھ للدماء
یلجأ إلى مصاص دماء في الجبل لكي یحولھ الى مصاص دماء
لقد اعتدنا على رؤیة دراكولا شریرا ودمویا في أفلامھ لكن ھنا
یختلف الأمر ، ھنا نجد أن دراكولا یضطر لأن یتحالف مع الشیطان
لیغدو شریرا لكي یقضي على من ھو في اعتقاده أشد شرا منھ
وبعد أن یكون لھ ما أراد یذھب لمحاربة الأتراك بكل قوة وشراسة
ویتمكن من الإنتصار علیھم في عدة معارك
خلال تلك المعارك یكتشف الأتراك بأنھ لیس على طبیعتھ ، وبأنھ قد
تحول لوحش كاسر ، فمن أین لإنسان طبیعي ھذه القوة الجبارة التي
لا تقھر ! . وھذه الشكوك تنتشر بین بعض أفراد جیش دراكولا أیضا
، إذ یعتقدون بأنھ تغير لمخلوق شیطاني ، فیحاولون أن یحرقوه ،
لكنھ یخرج من تلك النیران ، وبعد أن علم بغدر جیشھ وأبناء بلدتھ
ومحاولتھم قتلھ بأبشع الطرق یوضح لھم سبب تحولھ لمصاص دماء
، وھو لكي یحمیھم من أعدائھم ، ویطلب منھم أن یتكاتفوا معھ في
سبیل القضاء على العدو ویبث في نفوسھم الشجاعة والثقة فینطلقون
لمحاربة أعدائھم الأتراك
تموت زوجتھ ویضطر لمص دمھا بطلب منھا
في المعركة الكبرى یكاد فلاد أن یقضي على العثمانیین ، لكن زوجتھ
وابنھ یقعان في مأزق بینما ھما في القلعة ، حیث یتسلل بعض جنود
الأتراك ویحاولون قتلھما ، الأمر الذي یدفع دراكولا للذھاب إلیھما
وإنقاذھما ، لكنھ یأتي متأخرا ، ویرى زوجتھ تسقط من قمة القلعة
فیرمي نفسھ بعدھا على أمل انقاذھا ، لكنھ لا یصل إلیھا في الوقت
المناسب ، والشمس على وشك الشروق ، وبشروقھا وبعدم شربھ
للدماء سوف تتبخر قوتھ وتنتھي ویصبح انسانا عادیا بلا بخصوص ولا
قوة ، وھو لا یرید ذلك لأنھ لم ینفذ مھمتھ عقب بالقضاء كلیا على
الجیش العثماني والإنتقام منھم ، ولذلك تطلب زوجتھ منھ قبل أن تلفظ
أنفاسھا الأخیرة بأن یشرب من دمھا لیحافظ على قوتھ ویتمكن من
القضاء علیھم وانقاذ بلدتھ من الأعداء المتربصین بھم لكي یعیشوا
بأمان وسلام
بعدما یتحول الأمیر فلاد لمصاص دماء أبدي ویذھب لإنقاذ ما تبقى
من جنوده ، فینصدم عندما یرى أن الأتراك ربحوا المعركة وفي
طریقھم للقضاء على القلة الباقیة من جنوده ، فیختصر الأمر ویحول
جنوده لمصاصي دماء وذلك بجعلھم یشربون من دمھ ، فینطلقون
معھ للقضاء على باقي جنود الأتراك وھو یتوجھ لخیمة السلطان
لیقضي علیھ ، وبعد قتال مریر یستطیع دراكولا القضاء علیھ وقتلھ
ویشرب من دمھ
بعد أن یخرج من هذه الخیمة ومعھ ابنھ یفاجأ بأصدقائھ الذین یحاولون
الهجوم على ابنھ وشرب دمھ بما أنھ الإنسان الوحید المتبقي بینھم
، لكن دراكولا یمنعھم من هذا ویطلب من ابنھ أن یذھب مع القس
لأجل أن لا یتحول ھو الآخر لمصاص دماء ولكي یعتني القس بابنھ عقب
وفاتھ ، بعدھا یقوم بإعدام جنوده المصاصي دماء ، وبعد أن ینھیھم
جمیعا ویخلص الناس من شرورھم ویطمئن بأنھ جعل ابنھ في ایادي
امینة یحین دوره لأجل أن یخلص الدنیا من شره أیضا فینتظر شروق
الشمس ، وفي مشھد جمیل ومؤثر وحزین نشاهده یحترق ببطئ تحت
أشعة الشمس وأمام أنظار ابنھ والقس حتّى یتفتت ویتناثر أجزاء
جسمه بالكامل ویتحول لرماد وتنتھي حیاتھ في ھذا العالم ..
إلا أن في نھایة الفیلم نجده في عصر حدیث وھو یقابل صدفة بنت لھا
شبھ كبیر من زوجتھ المتوفیة فلا یتردد لحظة بالذھاب للتعرف علیھا
وینجح في فاز ودھا ، ونرى مثلما لو أنھ یعیش حیاة أخرى إلا أن في
زمان ومكان مختلفین
ھنا تنتھي حكاية الفیلم الخیالیة والبعیدة كل الابتعاد عن الحكاية الحقیقیة
والواقعیة التي نحن بصدد ذكرھا هذه اللحظة
الروایة الحقیقة تقول أنھ فعليا كان ھناك أمیر روماني اسمھ فلاد
دراكولا ، واسم دراكولا یعني ابن التنین باللغة الرومانیة القدیمة وابن
الشیطان باللغة الحدیثة ، فوالده كان عضوا في ممنهجة التنین السریة
التي كانت تظم عدد من النبلاء والأمراء وقد كانت مھمتھم ھي
حماية وحفظ الدیانة المسیحیة في أوروبا الشرقیة ومقاتلة الجیوش
العثمانیة ومنعھا من التمدد لهذا لم یجد فلاد الابن بدا من الانضمام
الیھم لكرھھ الشدید للأتراك ومحاولتھ القضاء علیھم بأي طریقة
قام فلاد الثاني بإرسال ابنیھ فلاد الثالث (دراكولا) ورادو
للإمبراطوریة العثمانیة ، وتتشابه الروایات في داع فعلتھ ھذه
بعضھا تقول كعربون صداقة ووفاء وهذا لأن الأتراك كانوا قد
خاضوا الحرب مقابل أعدائھ وهذا بطلب منھ لأجل أن یتمكن من الاستیلاء
على عرش والاشیا وبسبب هذا قدم ابنیھ كرھائن لدیھم ، بعضھا
الآخر تقول أن السلطان العثماني "مراد الثاني" كان قد استدعى فلاد
الأب لاجتماع دبلوماسي عام 1442 ، وقد قام فلاد الاب بجذب ابنیھ
معھ لكن ھذا المؤتمر لم یكن في الحقیقة سوى فخا لاعتقالھم وكسبھم
كرھائن لدیھم لأجل أن یتعاون معھم فلاد الاب في حربھم مع ھنغاریا ،
لكنھم أطلقوا سراح الأب عقب هذا ، وبعضھا الآخر تقول نتيجة لـ قیام
فلاد الثاني بشن الحرب علیھم بمعاونة الصرب إلا أن مراد الثاني نجح
في المكسب علیھم ونتیجة لهذا تم عقد اتفاق بینھما بموجبھ بعث
ولدیھ كرھینتین عند السلطان العثماني
أیا یكن داع هذا فقد عاملھما الأتراك معاملة جیدة للغایة خلال
أسرھما وقد علماھما غير مشابه العلوم والفلسفة وفنون الحرب
والفروسیة بالإضافة لتعلم القرآن واللغة التركیة وھذا الشيء صرح فلاد
كثیرا في أعقاب هذا ، وقد تمَكّن أخاه الأصغر رادو من الانسجام معھم
وقد كان محبوبا لدیھم زيادة عن أخیھ الذي لم یكن راضیا بوضعھ كأسیر
عند أعدائھ ، لهذا بعدما تم فك أسره قفل راجعا لبلاده وھو یحمل من
الحقد والكره والبغضاء للعثمانیین الشيء الكثیر ، وھذا بالتأكيد ضد
شقیقھ رادو الذي دام وفیا ومخلصا للسلطان العثماني حتى أنھ اعتنق
الاسلام.
بات فلاد حاكما على والاشیا عام 1448 بعدما تم اعدام أبوه
وقتل أخیھ الأضخم على ید بعض النبلاء ولذلك بات فلاد أكثر شرا
ووحشیة مع أعدائھ وأكثر تعطشا للإنتقام وقد كان یقوم بحرقھم وشویھم
وقطع أعناقھم وآذانھم وأنوفھم ، ویقوم بسلخ جلودھم وفقأ أعینھم ،
والقائھم في الماء المغلي ودفنھم أحیاء ، إلا أن طریقة التعذیب والقتل
المفضلة لدیھ كان الخازوق فكان یقوم بخوزقتھم جمیعا بعدھا یقوم
بتجفیف جثثھم ویشرب من دمائھم والبعض یقول بأنه كان یغسل یدیھ
بدمائھم قبل تناولھ لطعامھ في مواجهة ضحایاه ویستمتع بسماع أناتھم
ورؤیتھم یتألمون ویتعذبون ببطئ ، وقد كان مصیر من یسرق أو یكذب
أو یزني ھو الخازوق ، لم یسلم واحد من من شره سواء أحد أبناء شعبھ أم
من أعدائھ وقد استحق بهذا لقب الوالي الدموي على نحو فعال ، وقد كان أمراء
الممالك المتاخمة یقومون بمساندتھ ویغضون الطرف عن مجازره
وجرائمھ الوحشیة بحق شعبھ لأنھ كان یقوم بمحاربة الأتراك ویحمي
اوروبا من توسعھم ، بسهولة كان بنظرھم ونظر الرومانیین بطلا
قومیا تمَكّن حمایة دولتھ وشعبھ وتخلیصھم من أعدائھم وھزیمتھم
شر ھزیمة ..لقد ألھم ھذا الطاغیة الكاتب الایرلندي "برام ستوكر" لكتابة روایة
عنھ تحت عنوان "الذي لا یموت" سوى أنھ تم تبدیلھ لاحقا لعنوان "دراكولا"
التي حملت اسمه ونشرت الروایة عام 1897م ..
اقتربت نھایته في موقعة مع العثمانیین بقیادة أخیه رادو الذي بقي
على وفائھ لصدیقه السلطان واستطاع التخلص من جیش أخیه فلاد ،
وقامت زوجة فلاد بالانتحار عوضا عن أن تستسلم للأتراك وهذا بأن
رمت نفسھا من القلعة ووقعت في نھر أرجیس وغرقت في میاھھ ،
أما فلاد فقد تمكن من الھرب وفر إلى ھنغاریا عن طریق نفق سري
وأساليب وعرة بین الجبال وطلب المعاونة من ملكھا "ماثیاس
كورفینوس" إلا أن ھذا الملك لم یلبي طلبھ وقام بأسره بدلا عن
مساعدتھ بتھمة الخیانة ..
في السجن كان فلاد یقضي وقتھ بتعذیب الحیوانات حیث كان یقوم
بسلخھم أحیاء وقد كان یضع الطیور والجرذان على الخوازیق لأنه كان
یتخیلھم أعدائه! ..
في النھایة لقي حتفھ في موقعة مقابل العثمانیین بجوار بوخارست
وقد تم فصل رأسھ عن جسمه وإرسل للسلطان محمد الثاني الذي قام
بعرض الدماغ على خازوق خشبي في العاصمة العثمانیة أدرنة. ولا
یعرف في أي مقر قد تم دفن جُسمان فلاد على وجھ التحدید ، فالبعض
یقول أنھ تم دفنھ في دیر في سناغوف ، والبعض الآخر یقول بأنھ
دفن في دیر كومانا ..
أیا كان مقر دفنھ لا یھم ، فالمھم ھو أن الناس قد تخلصوا من
وحشیتھ وحبھ لتعذیبھم واراقة دمائھم وخوزقتھم ، فیقال أنھ قد قام
بإعدام وخوزقة أكثر من 100 ألف فرد من أعدائھ وأولاد شعبھ
طوال حیاتھ الدمویة ..