قصة حقيقية اغرب من الخيال طارق الموت
في لیلة مقمرة باردة باحد الطرق السریعة القریبة من نھر النیل
بالسودان سارت شاحنة نقل المرطبات متجھة جنوبآ لتزوید المحلات
بالطلبیات التي تاخرت عدة ساعات فقد كان من المفترض ان تسلم
نھارآ لكن العم حیدر اختار ھذا الوقت بالتحدید تفادیآ للزحمة وتجنبآ
لتكسر قناني المرطبات بسبب الحفر المنتشرة بطول الطریق فیمكن
تجنبھا بسھولة..
لقد كان الطریق فارغ والجو ھادئ مشبع برائحة المیاه والعشب فما
كان من العم حیدر الا ان وزن السیارة باتجاه معین واغمض عینیھ
لیریحھما قلیلآ فلیس ھناك داعي للقلق الطریق فارغ واذا اتت سیارة
ستنعطف یمینآ او شمالآ ومن المؤكد انھا لن تصتدم بھ ..
بعد برھة من الزمن فتح عینیھ فجأة فاذا بفتاة منتصبة بنصف الطریق
بدت وكانھا قد تعرضت لحادث ثیابھا ممزقھ والدم یسیل من انفھا
ونظراتھا باردة وبحركة سریعة حاول ان یتفادى الاصتدام بھا لكن
الشاحنة انقلبت.
فما قصة ھذا الطریق ولماذا سمي بشارع الموت؟ .. وھل للاشباح ید
في الحوادث التي تقع بھ؟ وما سبب استمرار الحوادث حتى بعد
التعدیلات التي اجریت علیھ وانشاء طریق اخر للتخفیف الضغط ؟
...
َوْد َ م ِدَني مدینة تقع في وسط السودان على ارتفاع 409 متر فوق
سطح البحر، على ضفة النیل الأزرق الغربیة بمشروع الجزیرة
الزراعي الشھیر، وتبعد عن العاصمة الخرطوم بحوالي 186
كیلومتر (115 میل ) جنوباً، وتعد إحدى المدن السودانیة الكبیرة،
وھي أیضاً عاصمة ولایة الجزیرة یربطھا بالخرطوم طریق مدني او
شارع الموت البالغ طولھ 184.
في قلب موجة تطور البلاد في انشاء الطرق فان الكارثة الانسانیة
الاكثر خطورة تتموقع في ذلك الشارع الذي یعیش حولھ «آلاف »
المواطنین الذین وجدوا انفسھم في مواجھة التأثیرات المتزامنة لموجة
الحوادث الخطرة وصعود ارقام الوفیات التي رسمت الاحزان
والدموع لاھالي المناطق حولھ حیث ما زال الشارع یواجھ العابرین
بھ الموت الموقع.
تستمر الحوادث في ذلك الطریق الممیت
تشیر الاحصائیات انھ خلال العامین الماضیین فاقت اعداد الضحایا
بذلك الطریق ( 150 ( روحاً وتصاعدت نسبة الحوادث الى (
70 ( %تم تقسیمھا بین حوادث مستشفى الخرطوم ومستشفى جیاد.
یرجح خبراء الطرق ان الاسباب المؤدیة الى تصاعد الحوادث تأتي
نتیجة لعدة اخطاء فنیة فیھ ویجب تداركھا في سرعة حیث انھ شید
واكتمل العمل فیھ دون تنظیم طرق فرعیة لھ ورصفھا وتزویدھا
بالاضاءة الكافیة التي تمنع وقوع الحوادث لیلاً بجانب ان الشارع
خطط على اساس انھ اتجاھان وتنعدم فیھ فواصل تحدد مسار
المركبات والاتجاھات وھو من شوارع الخط السریع التي تزایدت فیھ
الحوادث المروریة بصورة لافتة كما لم تمتد لھ ید لتوضیح الاخطاء
ومعالجتھا اضافة الى انھ تنعدم فیھ اجھزة الرادار التي تسھل مراقبة
حركة السیارات بكل دقة.
لكن لسكان القرى التي یمر بھا الطریق رأي اخر حول الحوادث ،
فقد زعموا ان الطریق مسكون بارواح عائلة الشیخ القاسم التي لقت
حتفھا بشارع الموت.
تعود احداث القصة للعام 1992م بشھر رمضان المعظم حیث كانت
العائلة المكونة من الزوج والزوجة وابنھم الصغیر یقفون بجانب
الطریق املآ في الحصول على توصیلة حتى یصلوا قبل معاد
الافطار واثناء وقوفھم انحرف باص عن طریقھ بسبب حفرة بنصف
الطریق فدھسھم وقتلھم جمیعآ
ویقال ان افراد العائلة یتجولون حتى الان في ذلك الطریق وھم
یلوحون بایدیھم مثیرین الرعب والفزع في قلوب السائقین ..
تتردد حكایات بین الناس والسائقین عن رؤیة اشباح على ذلك الطر
وقد زعم بعضھم انھم قاموا بایصال فتاة وتفاجأوا بان اقدامھا تشبھ
اقدام الماعز واخرین شاھدوا طفل وتوقفوا حتى یسالوه عن والدیھ
وعرضوا علیھ المساعدة لكنھ رفض وقال بأنھ یعیش في الطریق ..
وعلى الرغم من جھود الحكومة لمعرفة السبب الحقیقي للحوداث
والتزام السائقین بالقیادة بسرعة محددة الا ان الحوادث مازالت
مستمرة الى یومنا ھذا ولم یعرف احد سببھا وظلت غامضة ..
ختامآ إذا قدر لك عزیزي القارئ ان تسیر في شارع الموت فتجنب
النظر من خلال النافذة لئلا تشاھد شبح الفتاة الغامضة.
جدیر بالذكر أن قصص الطرق المسكونة منتشرة في ارجاء كثیرة
من العالم .. وھي طرق ، أو نقاط معینة في الطریق .. تحدث فیھا
حوادث بصورة متكررة ولأسباب غامضة ومجھولة غالبا .. كأن
تحید السیارة عن طریقھا بلا سبب لتنقلب او تصدم بسیارة اخرى ..
فھل سمعتم سابقا بھذه الطرق الممیتة وھل یوجد في بلدك او مدینتك
مثل ھذه الطرق المسكونة
:بقلم Amin Mustafa